الأربعاء، 3 يوليو 2013

الأرياف جمع قرف...هكذا قال !!!



  • هناااااااك هناك بعيدا..-مش بعيدا أوي يعني- ولكن ضمن حدود محافظة الفيوم..قرية أو مدينة ضمن مركز لا أدري فأنا لست جيدا في هذه الأمور..تسمى الشواشنة.


  • هناك حيث أخذني أبي لوليمة أعدها والد تلك الفتاة ذات السبع عشرة ربيعا بعد رجوعها بالسلامة من عملية اختطاف كلفت والدها 50 باكو.. حسنا لن تسعدك تفاصيل الحادث أيا كانت.

    ذهبت لتلك ال شواشنة ولاحظت أن الناس لازالت تنظر لي بنظرات غريبة حتى ظننت أن حلاقتي بالأمس كانت حلما فقد اعتدت نظراتهم الدائمة بسبب شعري الملفت نوعا ما أو نوعين..فتحسست بيدي على رأسي لأتأكد فإذا بي شبه أصلع وحككت صلعتي المزيفة محاولا تفسير نظراتهم !!!!
    قلت لنفسي ربما حظاظاتي المتراكمة على بعضها بشكل يستفز المتدينين..أم بنطلوني الضيق ربما..
    المهم وصلنا لصيوان كبير به أناس على الميمنة والميسرة كان أبي يسلم على الجميع  سلاما حارا يتضمن حضنا وقبلتين بحكم شهرته كبرلماني وصوره القديمة المعلقة هنا وهناك وحب الناس له هناك..أما أنا فكنت أكتفي بالمصافحة فقط لأن من نوادر شخصيتي شيئين لا أفعلهما بسهولة..
    كلمة أحبك ، والقبلة
    لإيماني أن هذه الكلمة إن قيلت لأكثر من شخص انتهت صلاحيتها والقبلة التي تعبر عن الحب إن استخدمت كثيرا قلت قيمتها.. :* :)
    سلمنا وجلسنا ثم دفعونا لغرفة مندسة بها الطعام تحو الطباخ و ذاك الذي يقدم الطعام وآخر يقوم بضرب الأطفال الجائعة وطرد القطط البريئة حتى لا تستولي على الطعام والحلويات..
    جلست وجلس أبي جانبي..وبحكم أن والدي تربوي تعليمي فلما رآني اقتربت من نهاية حربي مع الطبق بعد أن قضيت تقريبا على ما أمامي..لذا فقد همس في أذني سائلا إن كان معي نقودا فظننته بادئ الأمر يحتاجها الآن ففرحت لأنه نادرا ما يطلب مني شيئا ومثلت دور الشهم قائلا : احم احم عايز كام يا بابا ؟؟
    فقال : معاك 5 فكة ؟
    قلت : لأ بس معايا عشرين أقل حاجة اتفضل..
    فجعلني أبدو أحمقا وأمسك بيدي وأعطاني 5 وقال بصوت خافت :Must give them to cook a tip
    فابتسمت وأخفيت تلك ال5 و قلت لها يا ويلك مني ههههههه
    هو دخول الجيب زي خروجه D:
    عموما..تركت الملعقة وبدأت أفكر ف الموقف..لأني جيد جدا في أمور الإيتيكيت وقرأت عنها كلها ولم أجد ما يستدعي البقشيش في هذا الموقف..
    لكني شكرت أبي لتعليمه إياي ما كان ينبغي..فلست معتادا على حضور الولائم ولا أعرف ما يدور بها وما يجب وما لا يجب..
    كما أني لست معتادا على ملازمة أبي في مؤتمراته أو زياراته..مع أني لازمته اليوم سويعات قليلة ، ولن أنكر أني استفدت لسنة على الأقل - دي مبالغة حميدة عدوها بقا -
    >>>

    بالهنا والشفا يا باشا...قالها لي ذاك الذي يقدم الأطباق ويرفعها بعد أن ابتسم لي فظننت أنه من سأدفع له ، فغمز لي أبي بأن ليس هو..وقمت وراءه حتى أرى من ذلك المتملق الذي سيخطف مني خمستي.. أوه حسنا خمسة أبي على الأرجح :/
    راقبت أبي وهو يغسل يديه وذاك الذي يضع شارة الطباخ وهي منشفة على كتفه الأيمن وطربوش الشيف على رأسه..مع أن منظره يوحي بأن أختي التي أحرقت صينية البطاطس منذ شهر أفضل منه طبخا..
    ابتسم له أبي ورتب على كتفيه بعد أن أعطاه ما أعطاه وجاء دوري..
    فابتسم لي وأعطاني الصابون..وقلت في نفسي حسنا أيها الحذق ، حتى وإن أظهرت أسنانك كلها لن تأخذ خمستي..ولا أخفيكم أني كنت أريدها لنفسي أو بالأدق فإني أردت التلاعب مع الطباخ لمعرفة لم يأخذ بقشيشا؟؟ (فهو صاحب الليلة ولا يبدو عليه الفقر..)
    لذا فقد ابتسمت بعد أن أنهيت تنظيف يدي فأعطاني كوما من المناديل وابتسم فبادلته البسمة..فابتسم وهز رأسه فابتسمت مرة أخرى وهززت رأسي كما هز..حينها غير تعبير وجهه وقال :

    بالهنا والشفا يا أستاذ..فتحاذقت وقلت شكرا ، ولأني أعلم جيدا أن الألم النفسي أعظم من الألم المادي..كذلك المدح اللفظي أهم من المادي فقلت : ميرسي والله الأكل تحفة ، تسلم إيدك. 

    فغاظني بقوله : ألن تجاملني ؟؟
    حينها تظاهرت بالبرود على طريقة جيمس بوند وقلت : وما الذي فعلته للتو..لقد جاملتك فعلا.
    وإذا بي أرى طرف شفته العليا يرتفع من جانب واحد معلنا التمرد..ذكرني بأيتن عامر ههههههههه ولسان حاله يقول : دي حاجة بنتش كلب أوي :)
    طبعا يخال الجميع أني بخيل دنئ حقير وماذا سأفعل بخمسة أبي لكني أحب تلك المواقف..التي أجتهد فيها لفكر معين.
    طبعا لم أتركه هكذا وإنما قلت : لقد سمعت أنك متطوع هنا أليس كذلك ؟
    فبدأ بسرد كلام لا أفهمه أو لأني اعتدت عليه في مصر فقد قاله عقلي الباطن بدلا منه..

    عندي 3 عيال..طاخ بوم طيخ أه يوو..وأمهم تعبانة وعندها طاخ طيخ بوم أو أوع فتأسفت وغلبني كالعادة في مثل هذه المواقف وقلت لقد فزت وأعطيته خمسة أبي.. 

    لا أخفيكم أني كنت أود بشدة أن أسمع جوابا ذكيا أو على الأقل يتضمن شيئا غير روتيني..

    الله أكبر الله أكبر..إنه أذان العصر فذهبت أنا والسائق للمسجد.. نعم للمسجد أعلم أن الكثير مندهش الآن فأنا لست متدينا بل أنه يخال البعض أني كا..
    لكني أرتاد المساجد فعلا وإن قلت زيارتي لها ف الآونة الأخيرة..
    بعد إنتهاء الصلاة فإذا بثلاث أيد تمتد لتسلم علي..من ذاك الذي عن يميني وهذا من يساري وذاك الوسيم الذي أمٌنا..
    فتسارعت للسلام على الثلاثة..وفكرت بعدها ف هذه الحركة والتي لا تنتشر في جامعنا بالمدينة..فقد حسبتها طقوس لابد منها واتضح أنها بدعة في نهاية الأمر..

    في الحقيقة لم أزر بلدا منذ زمن بعيييييد..أقصد بلدا ريفيا ، لكني شممت رائحة الطيبة من سكان الشواشنة..فعلا الريفيون طيبون يظهر ذلك في استماتتهم على تضييفك كغريب أو البسمة على شفاههم البسيطة..ليس هنا كلما تبسمت في وجه شاب قال:هل أعرفك!!!

    وإن 
    تبسمت في وجه شابة أتعامل معها وليس ف الشارع..كأن تسدي لي خدمة ظنت أني أعاكسها.واتصلت بعدها على صديقي ونهرته..لكلمته الشهيرة الأرياف جمع قرف..لأنه اتضح أن الأرياف بها كل الترف..وما للإنسان غير رضا بقلبه وبسمة بشفاهه وقوت يومه وأمانه..فهذا والله هو الترف الحقيقي..
    • قال رسول الله : "من أصبح آمنا في سربه ، معافا في بدنه ، عنده قوت يومه..فقد حيزت له الدنيا بحذافيرها"
      صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم .