الثلاثاء، 5 نوفمبر 2013

قصة إغتصاب حياة

الصورة بعد فض مسيرة الدقي يوم 6 أكتوبر
وتظهر كثافة الغاز في الصورة
احم احم.. أنا.. أناااااا.. أ ن ا ا ا.. للأسف كنت أتمنى أن أقدم نفسي.. اعذروني فأنا الآن جثة هامدة تسير بين نظائرها من الموتى..كل ما أتذكره هو حرف ال حاء -ح- أول حرف من إسمى..هذا ما استطعت جمعه من خلايا مخي المتآكلة وذاكرة تكدست بالأحداث العنيفة التي رأتها عدستي القرنية المتواضعة ولم يحتملها ذاك الذي يحمل في جوانبه أذينين وبطينين.. Dead man كما يطلقها الأمريكيون على من حكم عليه بالإعدام..لأنه في حكم المييتين.. لكني قد أستبدله بلفظ شهيد حي.. كمن في حكم الشهداء.. يعلم أنه ستغدر به رصاصة في رأسه بأي لحظة حال نزوله تعبيرا عن رأيه أو نصرة لقضيته.. صارت رؤوسنا محطات إنتظار.. غير أنه بالمحطات يعرف الناس ما ينتظرون.. أما رؤوسنا فلا تعلم أتكون رصاصة من عيار 9 مللي من الشرطة أم من نوع pistol من مسدسات جيشنا العظيم..
كنت إلى زمن قريب أوقن أن عضلة قلبي بريئة من مشاهد عنف ومشاهد سيئة كل ما تفعله هو النبض في جسد تحلى بالجنون.. الآن أنا كالشريد الطريد أستخرج منها جانب الشر
ملايين الشهداء الأحياء يسيرون يوميا يصيحون يهتفون..يتناقصون يوما بعد يوم..بالشهادة أو الاعتقال.. لكنهم يزيدون يوما بعد يوم.. بالإصرار واليقين
سألني بشري عايش وليس حي.. لأن المعيشة هي لكل الأرواح من حشرات وحيوانات ودواب وبشر عبيد أما الحياة فهي للأحرار فقط.. فالعيش بخوف..هو موت قد يمتد مدى الحياة
قال : لماذا تنزلون ؟! تبدون كالحمقى كزومبي مات وتم إعادة إحياءه..
قلت : أصبت في الأخيرة لكننا لسنا كحمقى.. أنا شخصيا أنزل كي تدب في الحياة مرة أخرى.. علني أتحول من زومبي إلى مرحلة تكوين جديدة كإنسان حي طبيعي يعيش ويتعايش ينقى من مشاهد رآها وأثرت فيه حتى نخاعه..
أنزل عل بسمتي تعود كما كانت..علني أستعيد حياتي ممن اغتصبها..
الحر يا سيدي لا يستطيع التنفس وسط العبيد فلغة التواصل بينهم إن بلغت أقصاها :- فإما تكون بالإشارة وأقصد بها التشويح.. أو بنظرات الاستحقار وأسى في القلب..
صدقني يا قارئي أكتب كلماتي هذه كمن أجبر على دفن نفسه حيا.. فقد فقدت القدرة على الكتابة بعد يوم الأربعاء 14/8/2013 فقدت القدرة على أشياء كثيرة..أصبحت وحدتي أعز أصدقائي.. رغم أني ولدت بشهوة الكتابة..كمن ولد بعادة مص إصبعه فلازمته طيلة حياته.. يراها الآخرون تشويها..ويعتبرها هو جليسته
فالقلم يا سيدي يختار سادته..لا هو من يختار قلمه
أنزل كي أسترد حقي في الكتابة..في العيش بكرامة..أريد حياتي السابقة..أريدني كما كنت
لعل حياة تدب بشرياني مرة أخرى..فالحياة عندي هي الكتابة.. الحياة هي الكرامة
حتى حق من فقدتهم سآخذه بقلمي..بعدسة كاميرتي..بأصابعي الأربع..بحبالي الصوتية
أشياء تستصغرونها لكن معظم النار من مستصغر الشرر ..
وإياك أعني واسمعي يا جارة ^_^

هناك 8 تعليقات:

  1. جـــــــــــــــــــامده يا حذيفه :'( :'(

    ردحذف
  2. وهذه حياة كثير منا جسد بلا روح , اقرب الناس لنا غدر بيهم بتعبيرك " ..بالشهادة أو الاعتقال.. " واما من تبقى فينتظرون وقتهم بدون خوف او تخفي لانه اذا كان ممن يقتدون بيهم وهم ذو مكانه اجتماعية وعلميه غدر بيهم وهم في وسط الناس " من عياداتهم , بيوتهم , حياتهم ,......" الحياة اصبت كالماء لا لون ولا رائحه ولا طعم ..
    لك نعمه من الله وهي الكتابه قد يفتقدها غير ليعبروا عما بالهم ومنهم انا فلا تتوقف عنها جتى في اصعب المواقف لان مخرجك في كتاباتك لتجد نفسك .. :)

    ردحذف
    الردود
    1. أشكرك .. لكنك تحملين بذرة كاتبة
      صدقيني .. وادع لي ولبلادي .. عل الله ينصرنا في دولة الظلم والقمع هذه :(

      حذف
  3. الردود
    1. تسلم يا عمر .. :)

      مرورك الاجمل ^^

      حذف
  4. رووووووعة يا زوفااا ...
    هنسترد حياتنا و كرمتنا ان شاء الله
    mohammed sayed

    ردحذف
  5. أكييييييييييييد .. واثقون ..

    #مكملين :)

    ردحذف